يريد الزمان أن يكون كله نهاراً لكان أجود، وأولى. لأن ذلك حال في نفسه والربيع حال حسنه يظهر على الأرض والشجر والنبات. على إنه يمكن أجوبة غير ذلك كثيرة. منها أن يريد الزمان أن يكون خصباً لا قحط فيه. أو يتمنى أن يكون البرد بين الغداة والعشي لا هاجرة فيه، أو كله صحوا لا غيم فيه. إلا أن الحكاية إن كانت صحيحة فما أجاب أبو الطيب ألا بجيد من الجواب. وما أشبه هذا بما زعم أبو الفتح في شرحه:
ولكن الفتى العربي فيها ... غريب الوجه واليد واللسان
وقوله:
فإنه يعني بالبيدان سلاحه: السيف والرمح، وسلاح من بالشعب الحربة والترس. وعندي إن الأولى إنه يريد باليد كتابته بها. يريد أن كتابه العربي عربية. وكتابة الفارسي (الفهلندية) ووجهه اسمر من اثر البداوة. ووجه من بالشعب أشقر ببياض وحمرة. ولسانه عربي ولسان سكانه فارسي. وقد علم أبو الفتح أن الترس لا تخلو منه العرب. ألا تراهم يقولون: