يقول: خليلي إني لا أرى إلا من يدعي الشعر، ويتعاطى قوله، ويتسمى به ويحاول نظمه، فما بالهم لا يحصلون من ذلك إلا على دعاوى كاذبة، وأقوال متخرصة، وأنفرد دونهم بالقصائد فأبدعها، وبالنوادر فأخترعها.
ثم قال لصاحبيه: فلا تعجبا لذلك، فالسيوف كثيرة في ظاهرها، موجودة عند الطلب لها، ولكن سيف الدولة المحامي عن حوزتها، المدافع عن بيضتها، واحد لا يشاكل، ومفرد لا يماثل، فلا تنكرا أن تكثر الأشعار في ظاهرها، وأنفرد في الحقيقة بقولها، كما أن السيوف كثيرة في عدتها، وسيف الدولة منفرد بفعلها. وهذا الخروج باب من البديع يعرف بالاستطراد.