للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الزور: الكذب.

فيقول لسيف الدولة: وما سمعت، ولا سمع غيري، بملك مثلك، ومقتدر قبلك، يبلغ مبلغك في دفع الزور عن رجل يمتحن به، ورد الكذب عن مطالب يختلق عليه.

لأَنَّ حِلْمَكَ حِلْمُ لا تَكَلَّفُهُ ... ليس التَّكَحُّلُ في الْعَيْنينِ كالكَحَلِ

ثم قال: وذلك لأن حلمك حلم قد طبعت عليه فما تتكلفه، وخصصت به، فما تتكسبه، وحسن التكحل غير حسن الكحل، وحلم التكلف غير حلم الطبع.

وما ثَنَاكَ كَلاَمُ النَّاسِ عَنْ كَرَمٍ ... ومَنْ يَسُدُّ طَرْيقَ العَارضِ الهَطِلِ

العارض: السحاب، والهطل منه: الكثير المطر.

فيقول لسيف الدولة: وما ثناك عذل الناس لك، على كثرة العطاء، عن كرمك، ولا أخرجوك، بتكثيرهم عليك عن خلقك، وكيف لهم بذلك وجودك كالسحاب الهطل، الذي لا يرد وبله، ولا تسد طرقه؟

<<  <  ج: ص:  >  >>