ثم قال: وما تقر سيوف في دولها، وتسكن في ممالكها، حتى تطول حركتها في ضرب رؤوس المخالفين، وتشهر آثارها في قمع المعترضين، فحينئذ تنوب رهبتها عن استلالها، وتغني هيبتها عن استعمالها، وأشار بذلك إلى انصراف الديلمي دون حر، تهيباً لسيف الدولة.
يقول، مصدقاً لما شرطه، ومحققاً لما ذكره: مثل الأمير سيف الدولة بغى حماية الموصل، ودفع الديلمي عنها، فقرب له ذلك طول رماحه في وقائعه، وإسراع خيله وإبله إلى أعاديه.