الحمد لله الذي أودع الحكمة أهلها، وعلم آدم الأسماء كلها، وأوقفه على المقصود من دائرة الوجود، فحل شكلها، فبين لبنيه حروفها، ووسم اسمها، ورسم فعلها، فمنهم من شمر لوابل القسمة وما رضي بطلها، ومنهم من رضي بالعزيمة فلما عقد عقد العزيمة حلها، فزمرة أقبلت على إصلاح الشأن ليظهر فضلها، وزمرة تجاوزت إلى جنات الجنان، ذوات أغصان العصيان، من شجرة الطغيان، فقطعت أصلها، ثم نحت نحو من أعلها، لعلها، تظفر بشفائها ولعلها، ويخاطبها شفاها ومن لها.
أحمده على نعمه كلها، وجوده على دلها، فأهدت إلي وبلها، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أستظل ظلها، يوم لا ظل إلا ظلها، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الذي أرسله إلى جنود الطغيان ففلها، وإلى ليوث الأوثان فأذلها، صلى الله تعالى عليه وعلى آله وأصحابه صلاة دائمة إلى يوم تضع كل ذات حمل حملها، وبعد: