ثم بعد هذا يقول جل وعلا:{وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[الأنعام:١٥٢]، في الآية السابقة يقول:{وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ}[الأنعام:١٥١] وأكل مال اليتيم داخل فيها بلا شك، ثم هنا ينص عليه تأكيداً واهتماماً به أكثر، فقال:(لا تقربوا) بدل (لا تأكلوا) ليعم جميع أنواع التصرف وقربانه، ثم استثنى التي هي أحسن، والتي هي أحسن: القيام على تنميته والتصرف فيه تصرفاً يعود على اليتيم بالخير والنفع، أما ما عدا ذلك فلا يجوز، قال تعالى:{وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ}[الأنعام:١٥٢] و (الأشد) هنا: أن يعقل ويحسن التصرف، كما ذكر ذلك جل وعلا في آيات سورة النساء، وبين أنه إذا أحس منهم الرشد فتدفع إليهم أموالهم، والرشد هو: حسن التصرف في المال، مع بلوغ السن التي يرشد فيها.