فحين رأيته خطف قلبي، وأضعف صبري، وضاعف كربي، وتهتُ في مهالك الوجد ومهامه الغرام، وبتُ أتفكر في لُطف هاتيك الشمائل وهيف ذلك القوام، وحرت عند معاينة هاتيك العيون الرواشق، وهمتُ في رقة ذلك الخصر وقُراطق
المناطق، وشغلني الهوى عن التماسك والتقيه، وقادني الوجد والغرام قود المطية، وأصبحت بعد ذلك الخلو ملآناً، وبعد الرقاد مسهداً سهراناً، وملت بعد الراحة إلى التعب، وبعد الترفه إلى الشقاء والنصب، ووقعت في مصائد مصائب الوسواس، وهونت ما كنت استصعبه من لوم الناس، وجريت في ميدان التصابي كالصبا، وذهبت في مناكب العشق مذهبا، وأنشدت العواذل، وقد هاجت مني البلابل: