ولم أشك أن الدهر كُله (ليل) ليس يبرح، وأن كواكبه مستمرة لا تنتقل ولا تتزحزح، وأن الصبح قد مات فلا يتنفس ولا يتوضح، وأن النهار قد تاه فما له إلي الاستدلال مطمع ولا مطمح:
خليليَّ ما بالُ الدُّجى لا يُزَحْزَحُ ... وما بالُ ضوءِ الصُبحِ لا يتوضَّحُ
أضَلَّ النَّهارُ المُستنيرُ طريقَه ... أم الدَّهر ليلٌ كُلُّه ليس يبرَحُ
وأطلب النَّوم برفق فيأبى مُصاحبة الأجفان، وتدخل العين عليه في الصّلح وما هي عنده بإنسان، فإنه عدم صحة القلب وطيب العيش على السفر، وامتنع من خيط الأجفان وإن كانت الأهداب كالإبر: