وعيشة ولَّت على حاجرِ ... جاد الحيا السَّكب ربُى حاجرْ
فكدت أطير فرحاً وسروراً، ولو لم أتماسك لصرت مثلاً مشهوراً، وتضاعفت محبتي لصديقي، وصار أنفس من نفسي فضلاً عن شقيقي، وعذُبَ كلامه في مسمعي وحلا، وأزال عن القلب الهَمَّ وجلا، وهزني وأطربني بطيب حديثه، وأنساني ما لقيت من قديم النصب وحديثه:
أشِرْ لي بوصف واحد مِنْ صفاتِهِ ... تكنْ مثل مَنْ سمَّى وكَّنى ولقَّبَا
فقال لي صاحبي: إن سيوف المحبة تكلم القلب ولا تؤلم، وقد سررت بهذا الكلام، ومن سر فليولم، فاخلع لي ما عليك بشارة بالفرح والفرج، فقد أتيتك بميعاد سالب القلوب والمهج.