ولم نزل على هذه اللذة الغائبة الفانية، والعيشة الشافية الصافية، حتى انتصف الليل، وأقبلت عساكر السعد بالرجل والخيل، فأمرت صاحبي برفع المدام، وتجهيز المرقد للمنام. فرفع الأواني في الحال، وأقبل على ذلك الشان وشال، وعلق في المرقد نفحات المسك الأذفر، وأطلق فيه مباخر الند والعنبر، ثم قال: أين ترسم لي أن أبيت؟
فقلت: نم عندنا، لكن؛ خارج المبيت، فأنت ممن تحققنا منه المروءة والشفقة، فاخرج عنا ورد الباب بالحلقة.
ففعل ما أمرناه وخرج، ولم يبق في الصدر هم ولا حرج، فقلت لمحبوبي: أما تقوم بنا لننام، وأتنعم بتقبيل الثغر واعتناق القوام.
فقال لي: أقوم، ولكن العناق حرام، فقلت: في عنقي تكون الأوزار والآثام: