للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى الله عن ذلك كله علواً كبيراً: {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (١١٦) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (١١٧)} [البقرة: ١١٦، ١١٧].

فسبحان الله أين العقول والبصائر؟ وأين القلوب والألباب؟.

أيليق بالعاقل أن ينكر مدبر هذا الكون؟.

أم يليق به أن يجعل معه شريكاً في التصريف والتدبير؟.

فيسأله ويدعوه، ويرجوه ويخافه.

ألا ما أعظم تلاعب الشيطان بالعباد، حتى حطهم إلى هذه الدرجة السافلة في الاعتقاد والعمل.

فلا يليق بهم يوم القيامة إلا الحرمان من الجنة، ودخولهم النار: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (٧٢)} [المائدة: ٧٢].

فالتعطيل من الشرك وأساسه، فلا تجد معطلاً إلا وشركه على حسب تعطيله، فمستقل ومستكثر.

والرسل عليهم الصلاة والسلام من أولهم إلى آخرهم أُرسلوا بالدعوة إلى الله، وبيان الطريق الموصِّل إليه، وبيان حال المدعوين بعد وصولهم إليه.

فعرَّفوا المدعو إليه بأسمائه وصفاته وأفعاله تعريفاً مفصلاً حتى كأن العباد يشاهدونه سبحانه، وينظرون إليه فوق سماواته على عرشه: يكلم ملائكته .. ويدبر أمر مملكته .. ويسمع أصوات خلقه .. ويرى أفعالهم وحركاتهم .. ويبصر ظواهرهم وبواطنهم.

ويشاهدونه كل يوم:

يأمر وينهى .. ويرضى ويغضب .. ويحب ويسخط .. ويغيث الملهوف .. ويكرم أهل طاعته .. ويهين أهل معصيته .. ويحيي ويميت .. ويعطي ويمنع .. ويجبر الكسير .. ويجيب المضطر .. ويؤتي الملك من يشاء .. وينزع الملك ممن يشاء ..

<<  <  ج: ص:  >  >>