السماء .. الثمار النابتة من الأرض .. البحر الذي تجري فيه الفلك .. وتسبح فيه المخلوقات .. والأنهار تجري بالأرزاق .. والجبال خزائن المعادن والذهب والفضة .. والماء الذي ينبع من الأرض .. والبترول الذي يخرج من الأرض.
أرأيت أعظم من هذه الصفحات الكونية المعروضة على الأنظار، والتي تدل على عظمة خالقها وقدرته، وعلمه وحكمته، وكرمه ورحمته؟.
ولكن البشر المنحرفين عن منهج الله لا ينظرون ولا يتدبرون ولا يشكرون.
إن الإنسان لظلوم كفار يبدل نعمة الله كفراً، ويجعل لله أنداداً، وهو سبحانه الخالق الرازق المسخر هذا الكون كله للإنسان: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٢)} [البقرة: ٢٢].
أفكل هذا مسخر للإنسان؟ .. أفكل هذا الكون الهائل مسخر لذلك المخلوق الصغير؟ .. أفكل هذه النعم موضوعة بين يديه وتحت تصرفه؟.
ثم هو لا يشكر ربه ولا يذكره .. وبعد ذلك يجعل لله أنداداً ليضل عن سبيل الله؟ .. ويحارب ربه ودينه بنعمه؟.
ألا ما أجهل الإنسان .. وما أظلمه .. وما أكفره.
إن المطر والإنبات كلاهما يتبع السنة التي فطر الله الكون عليها، وإنبات حبة واحدة يحتاج إلى القوة المهيمنة على هذا الكون كله، لتسخر أجرامه وظواهره في إنبات هذه الحبة، وإمداها بعوامل الحياة من تربة وماء، وأشعة وهواء.
إن أقل رزق يرزقه الله الكائن الإنساني في هذا الكون يقتضي تحريك أجرام لا يعلمه إلا الله حتى يصل إليه هذا الرزق.
فمتى يدرك الإنسان كيف هو محمول مكفول من ربه؟.
وكيف ربه الغني عن العالمين يحتفي به ويتودد إليه؟.
وكيف يعطيه من كل ما سأل من مال وذرية، وصحة وغنى، وزينة ومتاع؟.
قال الله سبحانه: {وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا