للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قومٌ حَتى يدخِلهُم بغضي النار)) (١).

وَفي روَاية أخَرى عَنهُ - ورواية الأصبهاني (٢) في (الحجة) (٣) عَنهُ أيضاً - بلفظ: ((يهلكُ (٤) فيّ رَجَلانِ مُحبٌّ مُفرطٌ، وَمُبغضٌ مُفرطٌ)) (٥) ولا شك أن المحب الغالي هُوَ الرّافضَي، والمُبغضُ الغالي هُوَ الخَارِجي.

وَأمَّا السنّي: فَمُحبٌّ لعَليٍّ في المقام العَالي؛ لأنه في الوسِط الذِي هو القسط الذي أشَارَ إلَيهِ قَوله تعَالَى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} الآية (٦) [البقرة: ١٤٣] وتحقِيقه أن خيرَ الأمُور أوسَطها، وَهَذا يجَري في الاعِتقاد، وَفي الأفعَال وَالأخلاق وَسَائر الأحَوالِ، كَمَا لاَ يخفَى عَلى أربَاب الكِمال، فإن مَدَار التوحيد عَلى التوسّطِ بَيْنَ التشبيه وَالتنزيه، كَمَا في الآيَاتِ وَالأحَادِيث المتشَابهاتِ، [وكقولهم] (٧):


(١) ابن أبي عاصم، السنة: ٢/ ٤٧٧، رقم ٩٨٦؛ ابن عساكر، تاريخ دمشق: ٤٢/ ٢٩٣. قال الشيخ الألباني في تعليقه على الكتاب الأول: (إسناده جيد). وقد روى الحديث أيضاً الشيعة في كتبهم كما عند الطوسي، الأمالي: ص ٢٥٦؛ ابن شهر آشوب، المناقب: ١/ ٢٢٧.
(٢) أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي القرشي الأصبهاني، الحافظ الملقب بقوام السنة، أملى وصنف وتكلم في الرجال وأحوالهم، وفاته سنة ٥٣٥هـ. تذكرة الحفاظ: ٤/ ١٢٧٨؛ طبقات الحفاظ: ص ٤٦٣.
(٣) هو كتاب (الحجة في بيان المحجة). كشف الظنون: ١/ ٦٣١.
(٤) في (د): (تهلك).
(٥) ابن أبي عاصم، السنة ٢/ ٤٧٧، رقم ٩٨٧؛ الخلال السنة: ١/ ٢٩٣. قال الشيخ الألباني في تعليقه على الكتاب الأول: (إسناده ضعيف).
(٦) قوله تعالى: {وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} زيادة من (د).
(٧) زيادة من (د).

<<  <   >  >>