إلى تلافيه بعلمانية سطحية نشاهد أثرها حتى في انتاج بعض المفسرين مثل طنطاوي جوهري، ولكن، هذا الموقف يضطرنا، بما فيه من افراط في الجحود، إلى طرح مشكلة الاسلام والعلم في صورة جديدة تتماشى أكثر مع سمو الدين ومنطق العلم، بحيث لا نصبح نبحث في الآيات الكريمة هل ذكر فيها شيء عن غزو الفضاء أو تحليل الذرة، وانما نتساءل هل في روحها مما يعطل حركة العلم، أو على العكس ما يشجعها وينميها.
يجب على وجه الخصوص أن نتساءل اذا ما كان يستطيع القرآن أن يخلق في مجتمع ما المناخ المناسب للروح العلمي، وأن يطلق فيه الأجهزة النفسية الضرورية لتقبل العلم من ناحية، ولتبليغه من أخرى.
هذه صورة المشكلة اذا ما طرحناها كما يجب طرحها، نعني من الجانب النفسي الاجتماعي، لا من جانب تاريخ تطور العلم، ولو كان علينا أن نبرر الفكر الاسلامي من هذه الناحية بالذات، لكفانا أن نضع في حسابه ابتكارين لولاهما لم يكن التقدم التكنولوجي في القرن العشرين شيئاً يتصوره العقل، أجل ان التقدم التكنولوجي يشمخ اليوم في فصل العلم النووي الذي لا يمكن للباحثين في هذا الفصل من علوم الطبيعة أن يحصلوا فيه على طائل لولا ما يجدونه مهيئاً تحت أيديهم من طرق حساب سرعتها