للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[رواية سعيد بن جبير في قصة الغرانيق]

أما الروايات التي ساقت قصة الغرانيق فمنها ما جاء عن سعيد بن جبير أنه قال: (لما نزلت هذه الآية: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} [النجم:١٩] قرأها رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال: تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى، فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال المشركون: إنه لم يذكر آلهتهم قبل اليوم بخير) لماذا؟ لأن قوله: تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى، أي: ترجى منهم الشفاعة عند الله عز وجل، فهذا مدح لهذه الآلهة وهذه الأصنام من دون الله عز وجل، ولذلك فرح المشركون أيما فرح لما سمعوا قوله: تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى، ففرحوا بذلك فرحاً شديداً، فسجدوا مع النبي عليه الصلاة والسلام، فأنزل الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ} [الحج:٥٢] الآيات التي سمعتموها.

ثم جاء في رواية أخرى: (أنه جاء جبريل بعد ذلك فقال: يا محمد! اعرض علي ما جئتك به، فلما بلغ أي في تلاوته: تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى، قال جبريل: لم آتك بهذا.

هذا من الشيطان، فأنزل الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ} [الحج:٥٢] الآيات)، فهذه رواية سعيد بن جبير.

<<  <  ج: ص:  >  >>