للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عقيدة أهل السنة والجماعة في حبهم لآل بيت رسول الله]

وأهل السنة والجماعة كذلك يحبون أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، لكن حب باعتدال بغير إفراط ولا تفريط؛ لأن أهل السنة والجماعة لا يعطون للنبي ما لا يجوز إلا لله عز وجل، ولا يعطون للصحابة ما لا يجوز إلا للنبي عليه الصلاة والسلام، ولا يعطون لعموم الأمة ما هو خاص بأصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، فكل له قدره، ولكل منزلته عند أهل السنة والجماعة.

فأهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام هم في عموم أصحابه عليه الصلاة والسلام، فلهم حق الصحبة، ويحبهم أهل السنة والجماعة للصحبة والنصرة والتأييد، والإيمان والعمل الصالح، كما أنهم يزيدون على عموم الأصحاب بقرابتهم من النبي عليه الصلاة والسلام، فهذا حق زائد لهم عن عموم أصحابه عليه الصلاة والسلام.

وأهل السنة والجماعة ينفذون وصية النبي عليه الصلاة والسلام في أهل بيته التي قال فيها: (أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي)، وقال عليه الصلاة والسلام: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وعترتي أهل بيتي)، وعترتي أي: أوصيكم بعترتي وأهل بيتي، فأهل السنة والجماعة قاموا على هذه الوصية خير قيام، بالتبجيل والتعظيم والاحترام، في حدود ما هو جائز لأهل بيته عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنهم أجمعين.

وأهل السنة والجماعة لم ينزلوا أهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام منزلة النبوة فضلاً عن منزلة الإلهية، كما أنهم لم يجعلوهم في عموم الناس، بل ولا في عموم الأصحاب، وإنما فاقوا الصحابة بدرجة وهي درجة القرابة.

<<  <  ج: ص:  >  >>