للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

واختلفوا في غفران الصغائر بأي شيء هو:

فقال قائلون: يغفرها الله سبحانه تفضلاً بغير توبة، وقال قائلون: يغفرها لمجتنبي الكبائر باستحقاق، وقال قوم: لا يغفرها إلا بالتوبة، وقد ذكرنا اختلافهم قبل هذا في ماهية الصغائر.

واختلفوا فيما يقع من الإنسان على طريق السهو والخطأ هل يكون معصية:

فقال قائلون: قد يكون ذلك معصية، وقال قائلون: لا يكون ذلك معصية إلا أن يقع

بقصده.

واختلفوا في وجوب التوبة:

فقال قائلون: التوبة من المعاصي فريضة، وأنكر ذلك آخرون.

واختلف الناس في إكفار المتأولين وتفسيقهم:

فحكى زرقان أن المرجئة كلها لا تفسق أهل التأويل لأنهم تأولوا فأخطئوا، وهذا غلط منه في الحكاية لأن الأكثر من المرجئة يقولون: كل معصية فسق ويفسقون الخوارج بسفكهم الدماء وسبيهم النساء وأخذ الأموال وإن كانوا متأولين، فكيف يحكى عنهم أنهم

<<  <   >  >>