سبحانه عالم إلى نفي الجهل ومن قولي قادر إلى نفي العجز، وهو قول عامة المثبتة.
وأما معمر فحكى عنه محمد بن عيسى السيرافي النظامي أنه كان يقول أن البارئ عالم بعلم وأن علمه كان علماً له لمعنى وكان المعنى لمعنى لا إلى غاية، وكذلك قوله في سائر صفات الذات، فقال في الله عز وجل بالمعاني وأنه عالم لمعان لا نهاية لها قادر حي سميع بصير لمعان لا غاية لها، أخبرني بذلك عن محمد بن عيسى أبو عمر الفراتي.
وقال هشام بن عمرو الفوطي أن الله لم يزل عالماً قادراً حياً، وكان إذا قيل له: أتقول أن الله لم يزل عالماً بالأشياء؟ أنكر ذلك وقال: أقول أنه لم يزل عالماً أنه واحد ولا أقول بالأشياء لأن قولي بالأشياء إثبات أنها لم تزل وقولي أيضاً بأن
ستكون الأشياء إشارة إليها ولا يجوز أن أشير إلا إلى موجود.
وكان يقول أن ما عدم وتقضى شيء ولا أقول أن ما لم يكن ولك يوجد شيء.
وكان لا يقول حسبنا الله ونعم الوكيل، ولا يقول أن الله يعذب بالنار.