وقد حكي عن بعض المتفلسفة أنه كان لا يقول أن البارئ قديم.
وحكي عن معمر أنه كان لا يقول أن البارئ قديم إلا إذا أوجد المحدثات.
واختلف المتكلمون هل يسمى البارئ شيئاً أم لا:
فقال جهم بن صفوان أن البارئ لا يقال أنه شيء لأن الشيء عنده هو المخلوق الذي له مثل، وقال أكثر أهل الصلاة أن البارئ شيء.
واختلف القائلون أنه شيء في معنى القول أنه شيء:
فقالت المشبهة: معنى أن الله شيء معنى أنه جسم.
وقال قائلون: معنى أن الله شيء معنى أنه موجود، وهذا مذهب من قال: لا شيء إلا موجود.
وقال قائلون: معنى أن الله شيء هو إثباته، وقد ذهب إلى هذا قوم زعموا أن الأشياء أشياء قبل وجودها وأنها مثبتة أشياء قبل وجودها، وهذا القول مناقضه لأنه لا فرق بين أن تكون ثابتة وبين أن تكون موجودة، وهذا قول أبي الحسين الخياط.