للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الرؤية وإنما هي تحديق العين وتقليبها نحو المرئي وكذلك الاستماع عنده للصوت غير السمع له وغير إدراكه وإنما هو الإصغاء إليه إذا كان سمعه وأدركه ولا يجوز أن يوصف البارئ عنده بالاستماع، وكذلك النظر في الأمر ليقف الناظر على صحته أو بطلانه هو الفكر ولا يجوز الفكر على الله سبحانه، ومعنى الوصف لله بالغفران عنده أنه غفور وأنه يستر على عباده ويحط عنهم عقاب ذنوبهم ولا يفضحهم والمغفر إنما سمي مغفراً لأنه يستر رأس الإنسان ووجهه في الحرب، وزعم أن الوصف لله بأنه شكور على جهة المجاز لأن الشكور في الحقيقة شكر النعمة التي للمشكور على الشاكر فلما كان مجازياً للمطيعين على طاعاتهم جعل مجازاته إياهم على طاعاتهم شكراً على التوسع إذ كان الشكر في الحقيقة هو الاعتراف بنعمة المنعم، وليس الحمد عنده هو الشكر لأن الحمد ضد الذم والشكر ضد الكفر، وزعم أن البارئ يوصف بأنه حميد ومعنى ذلك أنه محمود على نعمه، وكان يزعم أن البارئ إذا فعل الصلاح لم يقل له صالح وإنما الصالح من صلح بالصلاح، وكذلك قول غيره.

وكان لا يسمي الله بما فعل من الفضل فاضلاً لأنه إنما يفضل بذلك

<<  <   >  >>