للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فإنه لا يفعل بقدرة قديمة إلا خالق، ومعنى الكسب أن يكون الفعل بقدرة محدثة فكل من وقع منه الفعل بقدرة قديمة فهو فاعل خالق ومن وقع منه بقدرة محدثة فهو مكتسب، وهذا قول أهل الحق.

وقال قائلون: معنى الخالق أنه يفعل لا بآلة ولا بجارحة فمن فعل لا بآلة ولا بجارحة فهو خالق، وهذا قول الإسكافي وطوائف من المعتزلة.

وقال محمد بن عبد الوهاب الجبائي أن معنى الخالق أنه يفعل أفعاله مقدرة على مقدار ما دبرها عليه وذلك هو معنى قولنا في الله أنه خالق، وكذلك القول في الإنسان أنه خالق إذا وقعت منه أفعال مقدرة، وأبى ذلك سائر المعتزلة.

وزعم عباد أن معنى خالق معنى بارئ ومعنى مخلوق معنى مبري.

واختلفوا هل يقال أن الإنسان فاعل على الحقيقة:

فقالت المعتزلة كلها إلا الناشي أن الإنسان فاعل محدث ومخترع ومنشئ على الحقيقة دون المجاز.

وقال الناشي: الإنسان لا يفعل في الحقيقة ولا يحدث في الحقيقة، وكان لا يقول أن البارئ يحدث كسب الإنسان فلزمه محدث لا لمحدث في الحقيقة ومفعول لا لفاعل في الحقيقة.

<<  <   >  >>