فهجنهم بذلك وما كان تهجيناً في نص القرآن فهو أغلظ مما كان تهجيناً في استعمال العامة.
وسمعت أحمد بن سلمة الكوشاني وكان من أصحاب الحسين النجار يقول لا أزعم أن البارئ يفعل الجور لأن هذا القول يوهم أنه جائر، وهذا القول منه غلط عندي.
ومن أهل الإثبات من يقول أن الله يفعل في الحقيقة بمعنى يخلق وأن الإنسان لا يفعل في الحقيقة وإنما يكتسب في التحقيق لأنه لا يفعل إلا من يخلق إذ كان معنى فاعل في اللغة معنى خالق ولو جاز أن يخلق الإنسان بعض كسبه لجاز أن يخلق كل كسبه كما أن القديم لما خلق بعض فعله خلق كل فعله.
واتفق أهل الإثبات على أن معنى مخلوق معنى محدث ومعنى محدث معنى
مخلوق، وهذا هو الحق عندي وإليه أذهب وبه أقول.
وقال زهير الأثري وأبو معاذ التومني: معنى خالق أنه وقع عن إرادة من الله وقول له كن، وقال كثير من المعتزلة بذلك منهم أبو الهذيل.
وقد قال قائلون: معنى المخلوق أن له خلقاً ولم يجعلوا الخلق قولاً على وجه من الوجوه، منهم أبو موسى وبشر بن المعتمر.