أما قول الحافظ "أظنه مرسلًا، ففيه نظر، لأنه هو ذكر فريعة -عمّة هند- في الإصابة ضمن القسم الأول، وهم من ثبتت صحبتهم لديه، بل صرّح بأنها شهدت بيعة الرضوان كما في التهذيب، مع أن صحبتها لا خلاف فيها. وأما قول الهيثمي رحمه الله في المجمع (١/ ٢٥٤): رواه الطبراني في الكبير من طرق، وبعض رجالها رجال الصحيح، إلَّا هند بنت سعيد، وقد وثقها ابن حبان، ففيه إيهام لا يخفى؛ لأن الطريق الوحيد الذي رواته رواة الصحيح هو طريق محمد بن كعب، وفيه العباس بن فضل الأسفاطي شيخ الطبراني، مجهول الحال، بل قال هو عنه في المجمع (٥/ ٦٦): لم أعرفه.
وانظر: اللباب (١/ ٥٤)، ومقدمة الدعاء للطبراني (١/ ٣٨٦)، وهو وإن لم يكن في طبقة رواة الصحيح، فلا يحسن إهمال أثره في الإسناد.
وبذا يتضح أن هاتين المتابعتين لمحمد بن أبي حميد فيهما مجهولان الأول فيه العباس الأسفاطي، والثاني فيه محمد بن عمرو الأنصاري.
إلَّا أنه إذا ضمّ إلى ذلك ما ورد من الشواهد في الباب ارتقى متن الحديث إلى درجة الحسن لغيره، وقد ذكرت جملة من هذه الشواهد الصحيحة عند ح (١٣٠) الآتي قريبًا.