= قال العُقيلي: وقال ثابت، وعَمرو بن مرة عن أبي بُرْدَة، عن الأغَرّ المُزني، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَحْوَهُ، وهذا أولى.
ووافقه الدارقطني في العلل (٧/ ٢١٦)، والذهبي في الميزان (٤/ ١٥٩)، فرجحا رواية الأغَرّ المُزني علي رواية أبي موسى هذه.
قلت: حديث الأَغَرّ المُزني رضي الله عنه أخرجه أحمد (٤/ ٢١١) من طريق ثابت، قال: ثنا أبو بُرْدَة، عن الأغَرّ المُزني، قال: وكانت له صحبة -قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إنه ليغانُّ على قلبي، فإني أستغفر الله في اليوم مائة مرة".
وقد تقدم ذكره في شواهد الحديث الماضي برقم (٣٢٥٤)، وهو كما ترى غير حديث الباب، بدليل الاختلاف في لفظ الحديث من جهة، وأن في طريق الباب ما ليس في رواية الأغَرّ المُزني من جهة أخرى، وهو قوله:"جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ونحن جلوس"، لذا لا ينفذ كلام العُقيلي ومن وافقه في إعلال حديث الباب بحديث الأغَرّ المُزني، والله تعالى أعلم.
وأخرجه ابن ماجه (٢/ ١٢٥٤) من طريق وكيع عن مغيرة بن أبي الحرّ به، بلفظ:"إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم سبعين مرة".
وأخرجه النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص ٣٢٥)، والطبراني في الدعاء (٣/ ١٦١٢)، والحاكم في معرفة علوم الحديث (ص ١١٥) من طريق أبي إسحاق عن أبي بُرْدَة به، بنحوه.
ولفظه:"إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة".
قال الحاكم: هذا إسناد لا ينظر فيه حديثيٌّ إلّا علم أنه من شرط الصحيح، والمدنيون إذا رووا عن الكوفيين زلقوا.
قلت: وفيه عنعنة أبي إسحاق وهو السَّبيعي، وهو مدلس لا يقبل حديثه إلَّا إذا صرح بالسماع. (انظر طبقات المدلسين ص ٤٢). =