= عهودك ومواثيقك أن لا تسألني غير الذي أعطيت أبدًا، ويلك يا ابن آدم. ما أغدرك، فيقول: أي رب! ويدعو الله، حتى يقول: هل عسيت إن أعطيت ذلك أن تسأل غيره فيقول: لا، وعزتك لا أسألك غيره، ويعطي ما شاء من عهود ومواثيق فيقدّمه الله إلى باب الجنة فإذا قام إلى باب الجنة انفهقت له الجنة، فرأى ما فيها من الحبرة والسرور، فيسكت ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول: أي رب. ادخلني الجنة، فيقول الله، ألست قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسأل غير ما أعطيت، فيقول: يا ابن آدم! ويلك ما أغدرك فيقال: أي رب! لا أكون أشقى خلقك، فلا يزال يدعو حتى يضحك الله منه، فإذا ضحك منه قال له: ادخل الجنة، فإذا دخلها قال الله له: تمنه، فسأل ربه وتمنى، حتى إن الله ليذكره يقول: كذا وكذا حتى انقطعت به الأماني، قال الله: ذلك لك ومثله معه".
أخرجه البخاري مع الفتح (١/ ٤٥٣١)، كتاب الرقاق، و (١٣/ ٤٣٠)، كتاب التوحيد ومسلم في صحيحه (١/ ١٦٣ - ١٦٦)، انظر: تخريجه مطولًا في حديث رقم (١٧٨).
٣ - حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أخرجه البخاري ومسلم بعد ذكر حديث أبي هريرة المذكور أنفًا بقولهما: "قال عطاء: وأبو سعيد الخدري جالس مع أبي هريرة، لا يغير عليه شيئًا من حديثه حتى انتهى إلى قوله:(هذا لك ومثله معه) قال أَبُو سَعِيدٌ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول:"هذا لك وعشرة أمثاله" قال أبو هريرة: حفظت (مثله معه).
وجاء في آخر الحديث: قال أبو هريرة: "وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولًا الجنة".