وقد تقدم أن الراوي له صحابي وليس بتابعي -حتى يقال مرسل- كما درج على ذلك الكثير، وأن الصحابي الذي هنا سلمي بالاتفاق، أمّا التابعي الذي ينسبون الحديث إليه فهو مكي. وعلى ذلك فقول من قال أنه مرسل، قول مرجوح. فهو إذًا موصول. والله أعلم.
وللحديث شواهد تأتي في الحديث الآتي.
وجاء في إسناد الطبراني في الأوسط اسم شيخ ابن جريج: عمير بن المغلس، بينما أجمعت بقية المصادر على أنه ميمون أبو المغلس وذكروا في ترجمة ميمون أنه روى حديثًا واحدًا فقط هو هذا. وأما عمير فقد روى أيضًا حديثًا واحدًا فقط رواه عن حريز بن عثمان.
والسبب في هذا الخطأ أحد أمرين:
إما خطأُ من الناسخ إذ لا توجد من الأوسط إلَّا نسخة واحدة هي التي حقق عليها الدكتور محمود الطحان.
وإما أن ذلك من أخطاء زهير بن محمد الخرساني فقد حدث في الشام من حفظه فأكثر خطأه فرواية الشاميين عنه غير مستقيمة، والراوي عنه هنا هو عبد الله بن صدقة السمين، شامي ضعيف. والعجيب أن الشيخ الألباني قد اعتمد على الأوسط -فيما يظهر- فضعَّف الحديث لأجل عمير أبي المغلس ولو أمعن النظر في المصادر التي خرّج منها لوجد أنه عند ابن أبي شيبة والبيهقي ميمون أبو المغلس. ثم إن عميرًا المغلس متأخر عن هذه الطبقة وهو يروي عن حريز بن عثمان المتوفَّى سنة ١٦٣ هـ، وجُعل الراوي عن عمير هو ابن جريج المتوفَّى سنة ١٥٠هـ، فلا ريب أنه خطأ.