للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَصِيبَهُمْ «١»، قيل: هي منسوخة، ومعنى المعاقدة- عند من قال أنها منسوخة- مختلف فيه:- فقيل: كانوا يتوارثون بالأخوة التي آخى بينهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أي بين المهاجرين والأنصار، ثم نسخ ذلك بقوله عزّ وجلّ وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ «٢» فهذه- على قولهم- آية نسخ أولها آخرها «٣».

وقيل: بل كانوا يتعاقدون، ويتحالفون أن من مات قبل صاحبه ورثه الآخر، فنزلت هذه الآية تأمر «٤» بالوفاء بذلك، ثم نسخت بآية المواريث، وبقوله عزّ وجلّ- في آخر الأنفال- وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ* «٥».

وقيل: كان المهاجرون إذا «٦» قدموا المدينة يرثون «٧» الأنصار دون ذوي أرحامهم لما بينهم من المودة، فأنزل الله تعالى يقرر «٨» ذلك بقوله عزّ وجلّ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ ثم نسخ ذلك بآية المواريث، وبآية «٩» الأنفال، وهذه الأقوال كلها مرويّة عن ابن عباس «١٠».


(١) النساء: (٣٣).
(٢) أي الشطر الأول من الآية السابقة.
(٣) أخرجه ابن جرير عن ابن عباس. جامع البيان ٥/ ٥٣.
وذكره مكي كذلك، قال: وهو قول ابن جبير ومجاهد وقتادة ... اه الإيضاح ص ٢٢٧.
(٤) في ظ: يأمر.
(٥) الأنفال: (٧٥) والأحزاب: (٦).
وذكر هذا القول بنحوه قتادة ص ٤٠ وابن حزم ص ٣٤، وابن سلامة ص ١٣٢، والكرمي ص ٩١، ونسبه مكي إلى ابن عباس- رضي الله عنهما-. الإيضاح ص ٢٢٧، وانظر تفسير الفخر الرازي ١٠/ ٨٥ وبصائر ذوي التمييز: ١/ ١٧٢، وابن البارزي ص ٣٠.
قال ابن الجوزي: وهذا القول: أعني نسخ الآية وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ بهذه، أي آية الأنفال-.
قول جمهور العلماء منهم الثوري والأوزاعي ومالك والشافعي وأحمد ابن حنبل اه. نواسخ القرآن ص ٢٧٦.
(٦) في بقية النسخ: لما قدموا.
(٧) في بقية النسخ: يورثون.
(٨) في ظق: تقرير، وفي د وظ: تقدير.
(٩) في د وظ: وبآخر الأنفال،.
(١٠) راجع الروايات في ذلك عن ابن عباس في الناسخ والمنسوخ لأبي عبيد ص ٤٧٨، ٤٧٩، وجامع البيان ٥/ ٥٢، فما بعدها والناسخ والمنسوخ للنحاس ص ١٢٨، والدر المنثور: ٢/ ٥٠٩.
وراجع هذه الأقوال أو نحوها في زاد المسير: ٢/ ٧١، وتفسير القرطبي: ٥/ ١٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>