للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال بدر الدين الزركشى رحمه الله (١): وتأويل من أوّله ببيضة الحرب تأباه الفصاحة.

٢ - جاء فى صحيح البخارى عن أنس رضى الله عنه فى قصة أصحاب بئر معونة الذين قتلوا وقنت يدعو على قاتليهم. قال أنس: ونزل فيهم قرآن قرأناه حتى رفع «أن بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضى عنا وأرضانا» (٢).

قال الشوكانى رحمه الله (٣):

« .. ما نسخ رسمه لا حكمه ولا يعلم الناسخ له، وذلك كما ثبت فى الصحيح (٤) «لو كان لابن آدم واديان من ذهب لتمنى لهما ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب» فإن هذا كان قرآنا ثم نسخ رسمه ... ثم قال: «وكما ثبت فى الصحيح أيضا أنه نزل فى القرآن حكاية عن أهل بئر معونة أنهم قالوا: بلغوا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضى عنا وأرضانا».

هذا وقد أنكر بعض المعتزلة (٥) هذا النوع من النسخ واستندوا إلى شبهتين هما:

الأولى: الآية دليل على الحكم. فلو نسخت دونه لأشعر نسخها بارتفاع الحكم وفى ذلك ما فيه من التلبيس على المكلف. والحق أن هذه الشبهة إنما تقوم لها قائمة فى حالة ما إذا لم ينصب الشارع دليلا على نسخ التلاوة، وعلى إبقاء الحكم. أما وقد نصب الدليل على نسخ


(١) البرهان له ٢/ ٣٦.
(٢) صحيح البخارى ٣/ ٢٨، ٢٩.
(٣) إرشاد الفحول ١٩٠.
(٤) أخرجه الشيخان والترمذى وأبو عوانة وغيرهم بألفاظ متقاربة- المقاصد الحسنة ٣٤٧، ٣٤٨.
(٥) كشف الأسرار عن أصول البزدودى ٣/ ١٨٩، ومناهل العرفان ٢/ ١١٤.

<<  <   >  >>