فإن قول من قال آخر ساعة قد عين الجزء الأخير من الوقت وهو من اثني عشر جزءا وقول من قال عند الغروب لا يعين الساعة الأخيرة بكمالها بل يحتمل أنها لحظة في أثناء هذه الساعة ولا تتعين اللحظة الأخيرة منها وعلى هذا فهو مغاير لقول عبد الله بن سلام ومن وجه مغاير لقول فاطمة رضي الله عنها أيضاً باعتبار في قولها رضي الله عنها السابق تعيين للجزء الأخير منها فهما متغايران فإن ثبت ذلك عند التأمل فهو القول الحادي عشر (و) يقال إن كعباً اجتمع بأبي هريرة وقال ما سبق من القول في تلك الساعة وإنها بعد العصر (قال أبو هريرة) رضي الله عنه رادا عليه قوله (كيف يكون) ذلك الوقت (آخر ساعة وقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لا يوافقها عبد يصلي) كما هو عند البخاري ومسلم وتقدم قريباً (ولات حين صلاة) إذ قد ورد النهي عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس وقد تقدمت الإشارة إليه (فقال كعب) في جوابه (ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قعد ينتظر الصلاة فهو في صلاة) أخرج ابن جرير من حديث أبي هريرة من جلس في المسجد ينتظر الصلاة فهو في صلاة ولذا قال (فقال أبو هريرة بلى قال) كعب (فتلك صلاة فسكت أبو هريرة) رضي الله عنه فكأنه وافقه وقد روى حديث الانتظار من وجه آخر من حديث أبي هريرة وعبد الله بن سلام وسهل بن سعد عند أحمد والنسائي وابن حبان والطبراني والبيهقي والضياء بألفاظ مختلفة ثم هذه القصة هكذا أوردها صاحب القوت والمصنف تبعه على عادته وقد
قال العراقي: وقع في الإحياء أن كعباً هو القائل أنها آخر ساعة وليس كذلك وإنما هو عبد الله بن سلام وأما كعب فإنما قال إنها في كل سنة مرة ثم رجع والحديث رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان من حديث أبي هريرة ولابن ماجه نحوه من حديث عبد الله بن سلام اهـ
قلت: وجدت بخط الشيخ شمس الدين الداودي ما نصه صحح أبو زرعة الدمشقي أن أبا هريرة أنما روى الحديث كله عن كعب اهـ فعلى هذا لذكر كعب في القصة أصل وأما حديث عبد الله بن سلام فأخرجه مالك وأبو داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم في المستدرك من طريق