إلى الفلك لاستبقائها معك، تكون ذكراً وأنثى، من الطيور كأجناسها، ومن البهائم كأجناسها، ومن كل دبابات الأرض كأجناسها. اثنين من كلّ تدخل إليك لاستبقائها" (التكوين ٦/ ٢٠ - ٢١).
ثم نقض ذلك في الإصحاح السابع فقال: " وقال الرب لنوح: ادخل أنت وجميع بيتك إلى الفلك ... من جميع البهائم الطاهرة تأخذ معك سبعة سبعة، ذكراً وأنثى .. ومن طيور السماء أيضاً سبعة سبعة ذكراً وأنثى، لاستبقاء نسل على وجه كل الأرض" (التكوين ٧/ ٢ - ٣)، فما هو الذي أمر بحمله نوح من طيور السماء، هل أمر بحمل زوجين، أم سبع أزواج؟!
ومن تناقضات العهد القديم التناقض في وصف أشياء محسوسة محددة، أو أخبار تاريخية معينة ذكرت في أكثر من موضع في أسفار التوراة، ولم يتنبه الكتبة الملهمون إلى تناقضهم مع نصوص سابقة:
- ومنه أنه جاء في سفر الأيام وصف دقيق للمذبح النحاسي الذي صنعه سليمان، ومما جاء في وصفه أنه " يسع ثلاثة آلاف بث " (الأيام (٢) ٤/ ٥).
وكان سفر الملوك قد أورد وصفاً دقيقاً للمذبح يتطابق مع ما جاء في سفر الأيام غير أن سعة المذبح تختلف بنسبة ٣٣% إذ جاء فيه " يسع ألفي بث " (الملوك (١) ٧/ ٢٦). فهل نسي الروح القدس ما كان أملاه أم ماذا سبب هذا التفاوت بين الرقمين؟
- ويذكر سفر الملوك أن لسليمان أربعين ألف إصطبل لخيوله، فيقول: "وكان لسليمان أربعون ألف مذود لخيل مركباته، واثنا عشر ألف فارس " (الملوك (١) ٤/ ٢٦).
وهذا الرقم كبير جداً، خاصة مع صغر أورشليم زمن سليمان عليه السلام، وهو على كل حال مناقض لما جاء في سفر الأيام، وفيه " كان لسليمان أربعة ألاف مذود خيل ومركبات، واثنا عشر ألف فارس " (الأيام (٢) ٩/ ٢٥).