جعلوه إسرائيلياً، لا إسماعيلياً كما زعم كاتب سفر صموئيل بقوله:"وكان عماسا ابن رجل اسمه يثرا الإسرائيلي "(صموئيل (٢) ١٧/ ٢٥)، فأيهما هو الصحيح، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يكون يثر من نسل إسرائيل (يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم) وهو في نفس الوقت ينتسب لعمه إسماعيل بن إبراهيم!
- وتكرر نفس الخطأ والتناقض في سياق الحديث عن أُم الملك حورام ملك صور، ففي سفر الملوك الأول أن حيرام "ابن امرأة أرملة من سبط نفتالي"(الملوك (١) ٧/ ١٤)، وبينما يقول كاتب سفر الأيام الثاني بأنه "ابن امراة من بنات دان"(الأيام (٢) ٢/ ١٤)، ودان ونفتالي هما ابنا يعقوب من زوجته بلهة، فكيف أصبحت أُم حورام من ذرية أخوين شقيقين؟ أين سمعت الدنيا عن شخص ينتسب لأخوين إلا في الكتاب المقدس؟!
- ويتحدث سفر الملوك عن الهدايا التي أرسلها الملك حيرام لسليمان، فيذكر أنها ٤٢٠ وزنة ذهب، فيقول:"فأرسل حيرام في السفن عبيده النواتي العارفين بالبحر مع عبيد سليمان، فأتوا إلى أوفير، وأخذوا من هناك ذهباً أربع مائة وزنة وعشرين وزنة، وأتوا بها إلى الملك سليمان"(الملوك (١) ٩/ ٢٨).
لكن سفر أخبار الأيام الثاني جعلها ٤٥٠ وزنة ذهب، حيث يقول:"وأرسل له حورام بيد عبيده سفناً وعبيداً يعرفون البحر، فأتوا مع عبيد سليمان إلى أوفير، وأخذوا من هناك أربع مائة وخمسين وزنة ذهب، وأتوا بها إلى الملك سليمان"(الأيام (٢) ٨/ ١٨)، فالفرق ٣٠ وزنة ذهب، فهل أخطأ الروح القدس أم الكتبة الذين لم يعصموا من الخطأ والنسيان؟
إن الكتبة الذين يخطئون في مثل هذه المسائل البسيطة لا يؤمن من أن يقع منهم الخطأ في القضايا العظيمة المتعلقة باللاهوت وسواه، فمن فقد شرط العصمة والإلهام جاز عليه الخطأ في كل كلامه بلا تفريق.