أولها: في عدد المأسورين من خواص الملك، فيقول سفر إرمياء:" وأخذ من المدينة خصياً واحداً كان وكيلاً على رجال الحرب، وسبعة رجال من الذين ينظرون وجه الملك الذين وجدوا في المدينة"(إرميا ٥٢/ ٢٥)، وهو بذلك يناقض سفر الملوك الذي جعل المأسورين من خواص الملك خمسة فقط، فيقول:"ومن المدينة أخذ خصياً واحداً كان وكيلاً على رجال الحرب، وخمسة رجال من الذين ينظرون وجه الملك الذين وجدوا في المدينة "(الملوك (٢) ٢٥/ ١٩).
وثاني المواضع التي تناقض فيها السفران، حديثهما عن ارتفاع التاج الذي سلبه رئيس الشرطة البابلية، فيذكر سفر إرميا أن ارتفاعه خمسة أذرع، فيما يجعله سفر الملوك ثلاثة أذرع فقط، يقول سفر إرميا:"وعليه تاج من نحاس ارتفاع التاج الواحد خمس أذرع"(إرميا ٥٢/ ٢٢)، فيما يقول سفر الملوك:"وعليه تاج من نحاس، وارتفاع التاج ثلاث أذرع "(الملوك (٢) ٢٥/ ١٧).
وأما ثالثها فهو تحديد اليوم الذي قدم فيه رئيس الشرطة إلى أورشليم، هل كان في سابع الشهر الخامس أم في عاشره، فكاتب سفر الملوك يرى أن قدوم "في الشهر الخامس، في سابع الشهر، وهي السنة التاسعة عشرة للملك نبوخذ ناصّر ملك بابل، جاء نبوزرادان رئيس الشرط عبد ملك بابل إلى أورشليم"(الملوك (٢) ٢٥/ ٨)، فقدوم رئيس الشرطة في اليوم السابع، وهو مكذِّب لما جاء في سفر إرمياء، فقد صرح بأن مقدم رئيس الشرطة كان في اليوم العاشر، وليس السابع، يقول كاتب سفر إرمياء:"في الشهر الخامس، في عاشر الشهر، وهي السنة التاسعة عشرة للملك نبوخذ راصر ملك بابل جاء نبوزرادان رئيس الشرط الذي كان يقف أمام ملك بابل إلى أورشليم"(إرميا ٥٢/ ١٢)، فأي السفرين هو كلمة الله؟
- وتختلف الأسفار في عدد المسبيين من اليهود إلى بابل خلال جولات السبي الثلاث، فيذكر سفر إرميا أنهم (٤٦٠٠)، ويفصِّله بقوله:"هذا هو الشعب الذي سباه نبوخذراصر: في السنة السابعة من اليهود ثلاثة آلاف وثلاثة وعشرون. وفي السنة الثامنة عشرة لنبوخذراصر سبى من أورشليم ثمان مئة واثنتان وثلاثون نفساً. في السنة الثالثة والعشرين لنبوخذراصر سبى نبوزرادان رئيس الشرط من اليهود سبع مئة وخمساً وأربعين نفساً. جملة النفوس أربعة آلاف وست مئة"(إرميا ٥٢/ ٢٨ - ٣٠).
وهذا الرقم بعيد جداً عن عدد المسبيين الذي أورده سفر الملوك (١٠٠٠٠)، فقد قال:"سبى كل أورشليم وكل الرؤساء وجميع جبابرة البأس عشرة آلاف مسبيّ وجميع الصنّاع والأقيان، لم يبق أحد إلا مساكين شعب الأرض"(الملوك (٢) ٢٤/ ١٤)، فأي الرقمين للمسبيين هو الصحيح؟ ومن المسؤول عن هذا الخطأ الرياضي في كتاب ينسب إلى الله؟
- ولما أراد داود أن يبني مذبحاً للرب اشترى مكان المذبح من أرنان الذي عرض