(٢) في "التاريخ الكبير" ٥ (١٣٤٩). (٣) أبي: هكذا في الأصل، و"التاريخ الكبير"، فإنْ صحّ فهو أبي بن كعب رضي الله عنه، كما سيأتي، وفي التعليق على "البخاري الكبير": "لعله: عن أبي حميد أو أبي أسيد"، استئناسًا بما تقدم أول الكلام. ثم رأيت الطحاوي في "شرح المشكل" ١٥ (٦٠٦٧) أسند رواية عبد الله بن صالح، وهو كاتب الليث، "وهو صدوق كثير الغلط، ثَبْت في كتابه، وكانت فيه غفلة"، كما في "التقريب" (٣٣٨٨)، وفيها التصريح بأنه أبي بن كعب، وفيه سبب قول أبيّ لهذه المقولة، قال: إنه "كان في مجلس، فجعلوا يتحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمرخَّص والمشدَّد، وأُبي بن كعب ساكت، فلم يكن غير أن قال: أيْ هؤلاء، ما حديث بلغكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرفه القلوب، وتلين له الجلود، وترجون عنده، فصدَّقوا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقول إلا الخير". وهذا حق وصدق، كما قاله سيد القراء أبي بن كعب رضي الله عنه، لكن ليس هذا ممكنًا لكل إنسان، لم يعرف من قواعد الشريعة شيئًا، ولم تخالط السنة النبوية بشاشة قلبه، ولا استنار عقله بنور الكتاب والسنة، بل تلوث بالبدع والأهواء =