للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

القول الثالث: قول تلميذه أرسطو (١): الذي زعم أن الله جوهر أزلي، وهو عقل ليس جسماً، وليس له مكان، وهو حي ليس بميت، أوحد ليس بمنقسم، محرك لا يتغير ولا يتحرك، وإنما هو محرك لغيره بمعنى أن الأشياء تتحرك به على طريقة تحريك المعشوق لعاشقه (٢).

القول الرابع: أفلوطين (٣): يزعم أن الله جل وعلا هو الأول الواحد المبدع اللامتناهي وأنه لا يوصف بأي صفة من الصفات كائنة ما كانت، فهو عنده الشيء الذي لا صفة له، ولا يمكن أن ينعت ولا يمكن أن يدرك، وهو الغني المكتفى بذاته، البسيط أي غير المركب لا يقبل التجزئ (٤).

بيان بطلان تلك المقالات:

الأقوال السابقة لمؤلهة الفلاسفة يتبين منها أنهم يثبتون إلهاً أعلى يتفقون على إثبات وجوده وجوداً مطلقاً وعلى نفي وصفه بأي صفة ثبوتية، ونفي الحركة عنه، ويمكن أن يقال: إنهم يعتبرونه تعالى عن قولهم: عقل مجرد، أوحد لا ذات له، ولا حركة، ولا تغير وإنما يحرك غيره على طريقة تحريك المعشوق لعاشقه.


(١) أرسطو طاليس ولد نحو ٣٨٤ وتوفي نحو ٣٢٢ ق. م، وهو أشهر فلاسفة اليونان وأكثرهم تأثيراً فيمن بعدهم وهو مربي الأسكندر المقدوني وتلميذ أفلاطون. انظر: الموسوعة الفلسفية (ص ٣٥) والمنجد في الأعلام (ص ٣٤).
(٢) انظر: أرسطو المعلم الأول (ص ٩٦ - ١٠٠)، في سبيل موسوعة فلسفية لمصطفى غالب ص ٤٢ - ٤٣، موسوعة الفلسفة (١/ ١٠٤)، الموسوعة الفلسفية (ص ٣٨).
(٣) أفلوطين، ولد نحو ٢٠٥ م وتوفي ٢٧٠ م، وهو فيلسوف مصري متأثر بأفلاطون، وتعزى إليه مع آخرين الأفلاطونية الحديثة، وكان يسعى في فلسفته للتوفيق بين المعتقدات الدينية والفلسفة اليونانية، وكان له تأثير كبير على النصرانية. الموسوعة الفلسفية (ص ٥٧)، المنجد في الأعلام (ص ٥٦).
(٤) موسوعة الفلسفة (١/ ١٩٩).

<<  <   >  >>