للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كلام كثير، ومنهم من لم ينقل عنه إلا العبارات القليلة، فنذكر هنا قول بعض كبرائهم ومنهم:

سقراط: فقد زعم كما ذكرنا عنه من قبل: أن ثمة صانعاً فوق الآلهة ومدبراً فوق سائر الآلهة، والآلهة الأخرى هم أدوات يستعين بها في صنع الوجود (١).

أما أفلاطون: فيزعم أن الله هو علة وجود العالم وسببه، ويزعم أن صور الأشياء (٢) التي يسميها المُثل أزلية، كما يعزى إليه أن المادة (٣) أزلية أيضاً، وهي في حركة دائمة، وأن الصانع أوجد: أولاً النفس الكلية مما يسميه المتشابه واللامتشابه، فصنعها شبيهة له فهي إلهة.

ومن النفس الكلية صنع العناصر الأربعة: الماء والهواء والنار والتراب. وأنه صنع من ذلك الكواكب، وجعل لها نفوساً خلقها مما بقي من خلق النفس الكلية، وجعلها آلهة عاقلة خالدة واتخذ منها أعواناً تصنع نفوس الخلق الآخرين.

ويقول: إن الصانع يعتني بسائر مصنوعاته كلياتها وجزئياتها (٤).

أرسطو: يزعم أن الصورة والمادة قديمتان أزليتان ليستا مخلوقتين، وهما متحركتان في الأزل موجودتان مع المحرك الأول الذي يزعم أنه الله، ثم إن المحرك الأول بغير أن يتحرك حرك الصورة والمادة فاجتمعتا فتكون من


(١) موسوعة الفلسفة (١/ ٥٧٩).
(٢) يعني بالصورة شكل الشيء وصورته قبل تشكيل المادة على تلك الهيئة والصورة، وهي مراد أفلاطون بالمثل. انظر: المعجم الفلسفي (ص ٣٠٣).
(٣) مرادهم بالمادة جرم الشيء وجسمه قبل إعطائه الهيئة والصورة ويسمى الهيولى. المعجم الفلسفي (ص ٢٩٧).
(٤) في سبيل موسوعة فلسفية (ص ٥٤ - ٥٧)، موسوعة الفلسفة (١/ ١٦٨ - ١٧٨).

<<  <   >  >>