قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ: وَاللامُ تدخل لأنه بنى الماضي وَالْمُسْتَقْبَلِ عَلَى الدَّائِمِ قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ: وَتَدْخُلُ أيضا لتأويل الإضافة، وهذا كقوله:
يذُمونَ لِيَ الدُّنْيَا وَهُمْ يرضعُونها أفاوِيقَ حَتَّى مَا يدِرُ لها ثُعْلُ
٨٤٠ - حدثنا أبو العباس: حدثنا أبو سعيد: حدثني عتاب بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الرِّيَاحِيُّ قَالَ: أَتَيْتُ بَدَوِيَّةً بِقَصْرِ أَوْسٍ فِي غَدَاةٍ شَاتِيَةٍ، فَسَلَّمْتُ فَقَالَتْ: يَا أَبَا حَفْصٍ، إِنَّكَ أَتَيْتَنِي فِي غَدَاةِ قَرَّةٍ وَأَنَا أَتَشَفَّعُ بِالنَّارِ، ثُمَّ أَنْشَدَتْ:
حَيَّ الإلهُ خيالَ مَا لَوْ زَارَنَا عَدَدَ اللَّيَالِي كَانَ ذَاكَ قليلا
٨٤١ - حدثنا أبو العباس: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: دَخَلَ ابْنُ أَبِي رَبِيعَةَ عَلَى عبد الملك فقال: ما بقي من فسقك يا ابن أَبِي رَبِيعَةَ؟ قَالَ: بِئْسَتْ تَحِيَّةُ الشَّيْخِ ابنَ عمه على بعد المزار.
٨٤٢ - سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ يَقُولُ: إِذَا قَالَ: يَا خَيْلَ اللَّهِ ارْكَبِي، يَقُولُ: مَنْ يُقَاتِلُ عَنِ الله تعالى ويركب. وقال أبو العباس: وأما ناقة الله ورحمة الله فإنه يريد أعلى الأَشْيَاءَ.
٨٤٣ - سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ يَقُولُ: إِذَا كَانَ أمر يسير قيل: لا تنتطح فيه عنزان.
٨٤٤ - سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: كَانَ زُهَيْرٌ لا يُعَاظِلُ بَيْنَ الْكَلامِ، وَلا يَصِفُ الرَّجُلَ إِلا بِمَا فِيهِ. ثُمَّ قال لنا أبو العباس: يقال تعاظلت الجرادتان إِذَا رَكِبَ بَعْضُهَا بَعْضًا. قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ: وَلا يَصِفُ الرَّجُلَ إِلا بِمَا فِيهِ، أَيْ لا يَقُولُ: هُوَ أَسَدٌ، هُوَ حَيَّةٌ.
٨٤٥ - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ: سَمِعْتُ ابْنَ الأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: الرَّسُولُ وَالرَّسِيلُ وَالرِّسَالَةُ وَاحِدٌ، وَأَنْشَدَنَا فِي ذَلِكَ:
لَقَدْ كَذَبَ الْوَاشُونَ مَا بحتُ عِنْدَهُمْ ... بِلَيْلَى وَمَا أَرْسَلْتُهُمْ بِرَسِيلُ.
قَالَ: وَبِرَسُولِ أَيْضًا.
٨٤٦ - سَمِعْتُ أَبَا العباس وقد سئل عن قولهم: ملكت فأسجح، قال: معناه فَسَهِّلْ قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ: وَمِنْهُ وَأَنْشَدَ:
أَلِكْنى إِلَيْهَا وخيرُ الرَّسُولِ ... أَعْلَمُهُمْ بِنَوَاحِي الْخَبَرِ.
قَالَ الشيخ: معنى أَلِكْنى أرسلني. قال أبو العباس: وخير الرجل (مجال؟) (١) . قَالَ الشَّيْخُ: لا يُقَالُ خَيْرُ الرَّجُلِ كَمَا لا يُقَالُ خَيْرُ الرَّسُولِ.
(١) هكذا في الأصل، ولعله: محال، والله أعلم.