للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فتعال معي أَيهَا الْأَخ الْمُحب للسّنة وَالتَّحْقِيق، والكاره للبدعة والتلفيق.. تعال لترى الْعَجَائِب:

أَولا: الْمَنْقُول عَن مَالك هُوَ كَرَاهِيَة الزِّيَارَة بِدُونِ شدّ رحال، بَيْنَمَا الْكَلَام هُنَا عَن مَسْأَلَة شدّ الرّحال؛ فبماذا نفسر صَنِيع الْحَافِظ ابْن حجر هَذَا؟.. إِن ابْن حجر كَغَيْرِهِ من النَّاس يُخطئ ويصيب.

ثَانِيًا: من الَّذِي أخبر ابْن حجر أَن كَرَاهِيَة مَالك للفظ فَقَط؟.. وَإِذا كَانَت الزِّيَارَة مَشْرُوعَة ومجمعا على مشروعيتها كَمَا زَعَمُوا كَيفَ يكره الإِمَام مَالك التَّلَفُّظ بذكرها؟ ... ١ هَل يكره مَالك للرجل أَن يَقُول: صليت أَو صمت أَو تَصَدَّقت أَو حججْت؟ ... وَقَوله: كره مَالك اللَّفْظ تأدبا، نقُول: يَا للعجب العجاب.. تأدب مَعَ من؟.. وَعَن مَاذَا؟.. أتأدبا مَعَ الشَّرْع بِأَن لَا يذكر مَا شَرعه؟.. أم تأدبا عَن ذكر الْمَشْرُوع فَلَا يتَلَفَّظ بِهِ اللِّسَان؟ ... وَهل هَذِه الْقَاعِدَة تسري على جَمِيع الْعِبَادَات؛ فيتأدب الْمُسلم عَن ذكرهَا؟.. أم هِيَ خَاصَّة بِهَذِهِ الْعِبَادَة الْمجمع عَلَيْهَا؟ ٢. ثمَّ مَا الَّذِي سوغ هَذَا الِانْتِقَال المفاجئ؟.. الحَدِيث عَن شدّ الرّحال.. وَذكر أَدِلَّة الْمُخَالف تعلق بِمُطلق الزِّيَارَة؟.. يَا لِلْإِسْلَامِ من أَهله.

ثمَّ هَذَا الْإِجْمَاع المزعوم هَل انْعَقَد على أساس دَلِيل من الْوَحْي؟.. أم بِدُونِ ذَلِك؟.. إِن كَانَ على أساس دَلِيل فَأَيْنَ ذهب ذَلِك الدَّلِيل؟.. ابْن حجر مُحدث كَبِير وإحاطته بالأحاديث لَا تكَاد تُوجد عِنْد غَيره بعد الْقُرُون الثَّلَاثَة - هَذَا مبلغ علمي وَقد أكون على خطأ- فلِمَ لم يطلع على الدَّلِيل الَّذِي اسْتندَ إِلَيْهِ هَذَا الْإِجْمَاع؟.. وَإِن كَانَ قد اطلع فلِمَ لم يذكرهُ.؟

أم أَنه انْعَقَد على غير أساس من الْوَحْي؟.. إِن كَانَ كَذَلِك فلدينا أسئلة كَثِيرَة مِنْهَا:

أَولا: هَل يُوجد إِجْمَاع بِدُونِ مُسْتَند شَرْعِي؟..

ثَانِيًا: قدمنَا من القَوْل مَا يثبت أَن من أَئِمَّة الْإِسْلَام من ينْهَى عَن زِيَارَة الْقَبْر الشريف، فَأَيْنَ هم من الْإِجْمَاع وَأَيْنَ الْإِجْمَاع مِنْهُم؟

ثَالِثا: على مدعي الْإِجْمَاع أَن يُثبتهُ، وَإِلَّا فَهِيَ دَعْوَى بِلَا بَيِّنَة..

رَابِعا: إِذا كَانَت هَذِه الْمَسْأَلَة - ونعنى الزِّيَارَة فَقَط- مَحل إِجْمَاع، أَي مَشْرُوعِيَّة الزِّيَارَة؛ فَأَيْنَ الصَّحَابَة من هَذِه المشروعية وَمن هَذِه الْعِبَادَة؟.. هَل علمُوا بهَا؟ هاتوا برهانكم وأثبتوا دعواكم إِن كُنْتُم صَادِقين.


١ الصَّحِيح مَا تقدم أَن مَالك يكره مُطلق الزِّيَارَة لَا التَّلَفُّظ بهَا، أما شدّ الرّحال لَهَا فقد صرح بِتَحْرِيمِهِ كَمَا تقدم فِي أَكثر من مَوضِع من بحثنا هَذَا. الْمجلة.. (بل الصَّحِيح أَن الزِّيَارَة مَشْرُوعَة بِدُونِ شدّ الرّحال وَلَا معنى لكراهتها لفظا وَلَا معنى، وَلَا تفهم كَرَاهَة مُطلق الزِّيَارَة من قَول مَالك الْمشَار إِلَيْهِ، كَيفَ وَقد قَالَ النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: "أَلا فزوروها" فِي الحَدِيث الَّذِي تقدم ذكره فِي التَّعْلِيق السَّابِق.
٢ على حد زعمهم.

<<  <   >  >>