للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَذكر شَيْء من أَحْوَاله، وأقواله، وَهِي كَثِيرَة، وفيهَا مَا يتَعَلَّق بِالسَّمَاعِ والعلل، وَشرح الْغَرِيب، وَالْفِقْه، وَمن ذَلِك: حَدِيث عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ، وَفِيه: أَن رجلا أهلَّ بِالْحَجِّ وَالْعمْرَة مَعًا، فَقَالَ لَهُ عمر رَضِي الله عَنهُ: "هُديت لسنة نبيك ... " فَقَالَ سُفْيَان - بعده -: "يَعْنِي أَنه قد جُمع بَين الْحَج وَالْعمْرَة مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَأَجَازَهُ، وَلَيْسَ أَنه فعله هُوَ"، وَمِنْه أَيْضا: بَيَانه أَن سُفْيَان بن عُيينة يَقُول أَحْيَانًا عَن متن الحَدِيث: "لم أحفظه"، وَيُرِيد أَنه لم يحفظه مطولا، مثل مَا روى١ عَن سُفْيَان، عَن الزُّهْرِيّ بِإِسْنَادِهِ حَدِيث: التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير فِي أَفعَال يَوْم النَّحْر، ثمَّ قَالَ الحُميدي بعده: "فَقيل لِسُفْيَان: هَذَا مِمَّا حفظت من الزُّهْرِيّ؟، فَقَالَ: نعم، كَأَنَّهُ - كَذَا فِي المطبوع - يسمعهُ إِلَّا أَنه طَوِيل، فَحفِظت هَذَا مِنْهُ، فَقَالَ لَهُ بلَيْل: فَإِن عبد الرَّحْمَن بن مهْدي يحدث عَنْك أَنَّك قلت: لم أحفظه، فَقَالَ: صدق، لم أحفظ كُله، وَأما هَذَا فقد أتقنته"٢.

خَامِسًا: طَريقَة ترتيبه:

اقْتصر الإِمَام الحُميدي فِي غَالب مُسْنده على مروياته عَن شَيْخه سُفْيَان بن عُيينة، ورتبها على مسانيد الصَّحَابَة، ورتب مرويات المكثرين مِنْهُم على الْأَبْوَاب، أما على وَجه التَّفْصِيل، فترتيبه على النَّحْو التَّالِي:

١ - رتب المرويات بِحَسب مسانيد الصَّحَابَة، وَرُبمَا روى فِي مُسْند صَحَابِيّ حَدِيث صَحَابِيّ آخر؛ لتَعلق ذَلِك بِالْمَتْنِ، أَو بِقصَّة فِي الْإِسْنَاد، وَلم يذكر فِي مسانيد كثير من الصَّحَابَة الَّذين أخرج لَهُم، إِلَّا حَدِيثا أَو حديثين، وَكَذَا اقْتصر فِي المكثرين مِنْهُم على مَجْمُوعَة أَحَادِيث لَيست بالكثيرة بِالنِّسْبَةِ لعدد مروياتهم الْمَعْرُوفَة، وَالَّذِي يظْهر أَنه إِمَّا خص كِتَابه هَذَا بمرويات سُفْيَان بن عُيينة لَهُم، أَو أَنه انتقى مَا أوردهُ من مرويات ابْن عُيينة، بِدَلِيل مَا تقدم من أَن الإِمَام الشَّافِعِي ذكر أَن الحُميدي يحفظ لِسُفْيَان: عشرَة آلَاف حَدِيث.


(٥٨٠) .
٢ - انْظُر على سَبِيل الْمِثَال: (ح ٨، ١٧، ١٨، - شرح الْغَرِيب، وَفقه -، ٤٩، ٥٢، ٦٦، ٨٣، ٨٧، ٩٤، ٩٦، ١٠٥، ١١٤، - شرح غَرِيب -، ١٢٨، ١٣٣، ٢٥٩، ٢٧٠، =٢٨٠، ٢٨١، ٢٨٢، ٢٨٣، - شرح غَرِيب - ٢٨٥، ٢٨٦، ٢٨٩، ٢٩٣، ٢٩٧، ٣٠٥، ٣٠٦، ٣٠٨، ٣٠٩، ٣١٢، ٣١٥، ٣٢٨، ٣٣٨، ٣٣٩ - رُؤْيا -، ٣٤١، ٣٤، ٣٤٨، ٣٥٤، ٣٧٧، ٣٧٨، ٣٨٠، ٣٨٧، ٣٩٢، ٣٩٥، ٤٠٥، ٤٠٨، ٤١١، ٤١٢، ٤٢٠، ٤٢٨، ٤٤٣ - شرح غَرِيب -، ٤٥٤، ٤٥٦، ٤٥٩، ٤٦١، ٤٦٨، ٤٧٢، ٤٧٣ - فقه -، ٤٧٤، ٤٩٠، ٤٩٢ - مَنْهَج لِسُفْيَان فِي الرِّوَايَة الْمَجْمُوعَة، والمفردة -) .

<<  <   >  >>