للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كل من في السماوات والأرض يأتون عبيدا لله، ينتظرون أمره، وتنفذ فيهم قدرته ومشيئته، ولا يخرجون عن إرادته، كل من في السماوات والأرض من الملائكة والآدميين والطيور والوحوش والحيوانات، والطيور والوحوش والحيوانات تبعث يوم القيامة ويقتص بعضها من بعض، ثم يقول الله لها كوني ترابا؛ لذلك يقول الكافر: {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (٤٠) } (١) فجميع من في السماوات والأرض يأتون عبيدا لله، والله سبحانه هو الواحد الذي لا شبيه له ولا نظير له، وليس له أحد يعينه من عباده ولا زوجة له ولا ولد ولا أحد يشفع عنده إلا بإذنه، ولا أحد يعينه يساعده لكماله، وهو الحي القيوم القائم بنفسه المقيم لغيره له ملك السماوات والأرض، لا يخفى عليه شيء، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا السماء.

تمام إرادته وسلطانه بنفوذ قضائه في جميع العباد

وعظمة الله فوق ما تتصور العقول والقلوب

السابع: تمام إرادته وسلطانه بنفوذ قضائه في جميع العباد فلا يمنعه قوة ملك ولا كثرة عدد ومال.

الثامن: عظمة الله فوق ما يتصور بحيث لا تستطيع العقول له تمثيلا، ولا تتوهم له القلوب صورة؛ لأن الله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١) } (٢)) كما قال عن نفسه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١) } (٣) .

{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (٦٥) } (٤) لا سمي له ولا مثيل {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ} (٥) .

اختصاص الله بالأسماء الحسنى والصفات العلى

التاسع: اختصاص الله بالأسماء الحسنى والصفات العلى.

أسماء الله كلها حسنى بالغة الكمال في الحسن، وصفاته كلها عليا بخلاف المخلوقين قد يكون له أسماء غير حسنى وصفات غير عليا.


(١) - سورة النبأ آية: ٤٠.
(٢) - سورة الشورى آية: ١١.
(٣) - سورة الشورى آية: ١١.
(٤) - سورة مريم آية: ٦٥.
(٥) - سورة النحل آية: ٧٤.

<<  <   >  >>