للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا شك أن كل شيء داخل تحت ملك الله ليس هناك شيء يخرج عن ملك الله وعن إرادته ومشيئته. وهو سبحانه يعطي الملك لمن يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء كما قال الله سبحانه: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٦) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (٢٧) } (١) هذه صفاته -سبحانه وتعالى-.

سعة علمه وقوة قهره وحكمه

الثاني عشر: سعة علمه وقوة قهره وحكمه، وأن الخلق لا يحيطون به علما؛ لقصور إدراكهم عما يستحقه الرب العظيم من صفات الكمال والعظمة.

الخلق لا يحيطون به علما؛ لكمال علمه وقصورهم كما أنهم لا يحيطون بعظمته ولا يحيطون بعلمه، كما أنهم يرون ربهم يوم القيامة ولا يحيطون به رؤية، لكمال عظمته -سبحانه وتعالى-، والخلق أضعف من أن يحيطوا به رؤية، بل إن الإنسان يرى شيئا من المخلوقات في الدنيا ولا يحيط بها رؤية.

فالإنسان يرى الجبل العظيم ولا يحيط به رؤية ما يستطيع يحيط به من جميع الجهات، ويرى البستان الواسع ولا يحيط به رؤية، ويرى البلد ولا يحيط به رؤية، فالرب -تعالى- أعظم وأكمل، فالعباد المؤمنون يرون ربهم يوم القيامة، وهو أعظم نعيم يعطاه أهل الجنة لكنهم لا يحيطوا به رؤية؛ لكمال عظمته -سبحانه-.

تقسيم نصوص الصفات وطريقة الناس فيها


(١) - سورة آل عمران آية: ٢٦-٢٧.

<<  <   >  >>