للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَعَن يُوسُف بن مُحَمَّد الصُّهَيْبِيُّ عَن أَبِيه قَالَ: قدم صُهَيْب من مَكَّة فَنزل على النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم وَأبي بكر رَضِي الله عَنهُ، فَدخل النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم وَهُوَ يشتكى عَيْنَيْهِ وَهُوَ يَأْكُل تَمرا فَقَالَ: أيا صُهَيبُ تَأكُلُ التَّمرَ عَلَى عِلَّةِ عَينَيكَ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا آكُلُ مِنَ الِشّقِ الصحيحِ فَضَحِك رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه، وَإِنَّمَا استجاز صُهَيْب أَن يعرض لرَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم بالمزح فِي جَوَابه لِأَن استخباره قد كَانَ يتَضَمَّن المزح، فَأَجَابَهُ عَنهُ بِمَا وَافقه من المزح مساعدة لغرضه وتقربا من قلبه، وَإِلَّا فَلَيْسَ لَاحَدَّ أَن يَجْعَل جَوَاب رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم مزحا، لاّن المزح هزل وَمن جعل جَوَاب رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم الْمُبين عَن الله عزَّ وجلّ أَحْكَامه الْمُؤَدِّي إِلَى خلقه أوامره هزلا ومزحا فقد عصى الله تَعَالَى وَرَسُوله، وصهيب كَانَ أطوع لله سُبْحَانَهُ وَلِرَسُولِهِ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم أَن يكون بِهَذِهِ الْمنزلَة، وَقد

<<  <   >  >>