الحديث السادس: عن أبي هريرة مرفوعا: (من زارني بعد موتي فكأنما زارني وأنا حي)
وهذا موضوع في إسناده خالد بن يزيد العمري قال ابن معين وأبو حاتم:(كذاب) . وقال ابن حبان:(يروي الموضوعات عن الأثبات)
قلت: والسند إليه مظلم فيه من لا يعرف
الحديث السابع: عن أنس وله عنه لفظان بطريقين:
الأول: بلفظ: (من زارني محتسبا كنت له شهيدا وشفيعا يوم القيامة)
وفي إسناده سليمان بن يزيد الكعبي قال أبو حاتم:(منكر الحديث) . ثم هو منقطع لأن الكعبي هذا لم يسمع من أنس
والآخر بلفظ:(ما من أحد من أمتي له سعة ثم لم يزرني فليس له من عذر)
وهذا موضوع في سنده سمعان بن المهدي قال الذهبي:(لا يكاد يعرف ألصقت به نسخة مكذوبة رأيتها قبح الله من وضعها) . قلت: وإسناده إليه ظلمات بعضها فوق بعض وليس فيه ذكر القبر أيضا
الحديث الثامن: عن رجل عن بكير بن عبد الله مرفوعا: (من أتى المدينة زائرا وجبت له شفاعتي يوم القيامة)
وهذا باطل كما قال ابن عبد الهادي وإسناده مرسل أو معضل وفيه الرجل المبهم وليس فيه ذكر القبر
قلت: هذه هي الأحاديث التي أشار إليها الدكتور البوطي وتلك طرقها التي زعم أن الحديث يرتقي بمجموعها إلى درجة القوة دون أن يجري أي دراسة حولها - لو كان يستطيعها - ليعلم شدة ضعفها وتنافر متونها فيحول ذلك بينه وبين الزعم المذكور ولكن إذا كان لا يستطيع تلك الدراسة فهل لا يحسن التقليد أيضا؟ فهو بدل أن يقلد شيخ الإسلام الذي صرح بتضعيف الحديث من جميع طرقه كما رأيت يقلد الأخنائي أو بدل أن يقلد الإمام النووي الذي