للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ما تمامُ البرِّ؟ قال: "أن تعمل في السرِّ عملَ العلانية" (١). وخرَّجه أيضًا من حديث أبي عامر السكوني، قال: قلت: يا رسولَ الله، فذكره (٢).

وروى عبد الغني بنُ سعيد الحافظ في كتاب "أدب المحدث" بإسناده عن حرملةَ بن عبد الله، قال: أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لأزداد مِنَ العلمِ، فقمتُ بين يديه، فقلت: يا رسولَ اللهِ، ما تأمُرني أن أعملَ به؟ قال: "ائتِ المعروفَ، واجتنبِ المنكرَ، وانظر الذي سمعته أُذُنُكَ مِنَ الخيرِ يقولُه القومُ لك إذا قمتَ من عندهم فأتِه، وانظرِ الذي تكره أن يقولَه القومُ لك إذا قمتَ مِنْ عندهم، فاجتنبه" قال: فنظرت فإذا هما أمران لم يتركا شيئًا: إتيانُ المعروف، واجتنابُ المنكر (٣).

وخرَّجه ابن سعد في "طبقاته" (٤) بمعناه.

وحكى أبو عبيد (٥) في معنى الحديث قولًا آخر حكاه عن جرير قال: معناه أن يُريدَ الرجلُ أن يعمل الخيرَ، فيدعهُ حياءً من الناس كأنه يخاف الرِّياء، يقول: فلا يمنعنك الحياءُ مِنَ المُضيِّ لما أردت، كما جاء في الحديث: "إذا جاءك الشيطانُ وأنت تصلِّي، فقال: إنَّك تُرائي، فزدها طولًا" ثم قال أبو عُبيد: وهذا


(١) رواه الطبراني في "الكبير" (٣٤٢٠) وفي سنده ابن لهيعة وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم وكلاهما ضعيف، وانظر "مجمع الزوائد" ١٠/ ٢٩٠.
(٢) رواه الطبراني في "الكبير" ٢٢/ (٨٠٠) وفيه ابن لهيعة وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم أيضًا. انظر "المجمع".
(٣) ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (٢٢٢)، وأبو داود الطيالسي ١/ ٣١٩، وأحمد ٤/ ٣٠٥، وأبو نعيم في "الحلية" ١/ ٣٥٩، وابن الأثير في "أسد الغابة" ١/ ٤٧٥، وذكره الحافظ في "الإصابة" ١/ ٣١٩ وحسن إسناده.
(٤) ٧/ ٥٠.
(٥) في "غريب الحديث" ٣/ ٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>