للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَفِي الحَدِيث عَن عبد الله ابْن أبي أوفى رَضِي الله عَنهُ قَالَ: ((كنّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفر وَهُوَ صَائِم فَلَمَّا غَابَتْ الشَّمْس قَالَ لبَعض الْقَوْم: ((يافلان قُم فاجدح لنا)) ، قَالَ: إِن عَلَيْك نَهَار، قَالَ: ((انْزِلْ فاجدح لنا)) فَنزل فجدح لَهُم فَسَار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ قَالَ: ((إِذا رَأَيْتُمْ اللَّيْل أقبل من هَاهُنَا فقد أفطر الصَّائِم)) (١) وَهَكَذَا رَسَّخ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد صحابته الِاقْتِدَاء بِهِ حَتَّى كَانُوا يتسابقون لمعْرِفَة أَفعاله وأحواله فَهَذَا ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ يبيت عِنْد خَالَته مَيْمُونَة بنت الْحَارِث رَضِي الله عَنْهَا ليعرف صَلَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِاللَّيْلِ. وَهَذَا ابْن عمر رَضِي الله عَنهُ لما دخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَام الْفَتْح الْكَعْبَة وبلال وَعُثْمَان بن طَلْحَة وأغلق عَلَيْهِم الْبَاب. فَلَمَّا فتح الْبَاب ابتدره ابْن عمر وَسَأَلَ بِلَالًا مَا فعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: ((صلَّى بَين ذَيْنك العمودين الْمُتَقَدِّمين.)) (٢) بل كَانَ ابْن عمر رَضِي الله عَنهُ فِي حجه بعد وَفَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتتبع الْمَوَاضِع الَّتِي كَانَ يُصَلِّي فِيهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي طَرِيقه فَيصَلي فِيهَا. ونجد من شدَّة حرص الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم على الْخَيْر والاقتداء بِنَبِيِّهِمْ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنهم اقتدوا بِهِ فِيمَا هُوَ من خَصَائِصه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَفِي الحَدِيث عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: ((نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْوِصَال ـ فِي الصّيام ـ فَقَالَ رجل من الْمُسلمين: فَإنَّك تواصل يَا رَسُول الله؟ قَالَ: ((وَأَيكُمْ مثلي إِنِّي أَبيت يطعمني رَبِّي ويسقيني)) . فَلَمَّا أَبَوا أَن ينْتَهوا عَن الْوِصَال وَاصل بهم


(١) أخرجه البُخَارِيّ. (٤/١٩٩) بشرح الْفَتْح. وَمُسلم ك: الصّيام ب: بَيَان وَقت انْقِضَاء الصَّوْم وَخُرُوج النَّهَار (٢/٧٧٢) .
(٢) أخرجه البُخَارِيّ ك: الْمَغَازِي ب: حجَّة الْوَدَاع (٨/١٠٥) .

<<  <   >  >>