ان استعراض ما سبق قد يوضح للقارئ ان توكيد مواءمة الطبيعة للإنسان انما يبدو في كون انعدام تلك المواءمة يؤدي إلى امتناع الحياة. على ان المسائل الأخرى التي بحثت انما تؤكد تلك الحقائق البارزة في الطبيعة، والتي تدل على وجود برنامج بتقدم الانسان. وهناك براهين قوية على وجود هذا التوجيه المقصود وراء كل شيء. والهدف الذي يبدو اصوب من غيره هو إيجاد عقول ذكية.
ان الحقيقة المدهشة المماثلة في كون الإنسان قد عاش رغم التقلبات التي مر بها في ملايين سني التطور، هذه الحقيقة تتحدث عن نفسها. وقد رأينا ان العالم في مكانه الصحيح وان قشرة الارض مرتبة إلى مدى عشرة أقدام، وان المحيط لو كان اعمق مما هو بضع اقدام، لما كان لدينا اوكسيجين ولا نباتات. وقد رأينا ان الأرض تدور كل اربع وعشرين ساعة، وان هذا الدوران لو تأخر، لما امكن وجود الحياة. واذا زادت سرعة الأرض حول الشمس أو نقصت ماديا، تغير تاريخ الحياة - ان وجدت - تغيرا تاما، وقد رأينا ان هذه الشمس هي الوحيدة بين آلاف، التي جعلت حياتنا على الأرض ممكنة، وان حجمها وكثافتها ودرجة حرارتها وطبيعة أشعتها يجب ان تكون لها صحيحة، وهي صحيحة فعلا. ورأينا ان الغازات التي بالهواء، منظم بعضها بالنسبة لبعض، وان أقل تغيير فيها يكون قتالا. وهذه كلها ليست سوى قليل من العوامل الطبيعية التي لفتا اليها نظر القارئ.