للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ربما كان ذلك كله مصادفة .. ولكن ذلك لا يفسر لنا عمل العنكبوت!

وسمك (السلمون) الصغير يمضي سنوات في البحر، ثم يعو إلى نهره الخاص به، والأكثر من ذلك انه يصعد جانب النهر الذي يصب عنده النهر الذي ولد فيه. وقد تكون قوانين الولاية الأمريكية التي على أحد جانبي النهر صارمة وقوانين الولاية التي على الجانب الاخر غير صارمة، ولكن هذه القوانين إنما تسري على السمك الذي يمكن ان يقال عنه انه يخص جانبا دون الآخر .. فما الذي يجعل السمك يرجع إلى مكان مولده بهذا التحديد؟ ان سمكة (السلمون) التي تسبح في النهر صعدا، إذا نقلت إلى نهير آخر، ادركت توا انه ليس جدولها، فهي لذلك تشق طريقها خلال النهر، ثم تحيد ضد التيار قاصدة إلى مصيرها.

وهناك لعز اصعب من ذلك، يتطلب الحل، وهو الخاص بثعابين الماء التي تسلك عكس هذا السلك، فان تلك المخلوقات العجيبة متى اكتمل نموها، هاجرت من مختلف البرك والانهار، واذا كانت في أوروبا قطعت آلاف الأميال في المحيط، قاصدة كلها إلى الاعماق السحيقة جنوبي برمودا، وهنا تبيض وتموت. اما صغارها - تلك التي لا تملك الوسيلة نتعرف بها أي شيء سوى انها في مياه قفزة - فانها تعود ادراجها وتجد طريقها إلى الشاطئ الذي جاءت منه أمهاتها، ومن ثم إلى كل نهر أو بحيرة أو بركة صغيرة،

<<  <   >  >>