للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على التفسيرات المادية الإلحادية التي أخذ بها الغرب منذ داروين وحتى ماركس وسائر الملاحدة والوجوديين.

إن هذا القول يوضح لنا تمام الوضوح فضاعة اللوثة المادية التي خيمت على بعض العقول المريضة فأفقدتها القدرة على رؤية الأمور في نصابها الحقيقي، فهي في تخبط دائم وفي اضطراب هائم {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (٤٤)} (١).

وفي مجلة الناقد مقال فيه دراسة عن وضح اليهود في فلسطين بعنوان "بعيدًا عن ضباب الغيبيات" (٢) نفى فيه الأخبار التي جاء بها الوحي في التوراة وفي القرآن، والمهم في هذا المقال أنه جعل الغيبيات ضبابًا، وذلك على وفق العقائد العلمانية الحداثية ذات الجذور المادية.

ويعبر البياتي عن تطوره نحو الماركسية!! بضمور الغيبيات عنده، والتي عبر عنها بالباعث الميتافيزيقي، فيقول: (وهنا كان لابد من ضمور الباعث الميتافيزيقي في نفسي، ونمو الدافع الاجتماعي والسياسي) (٣).

ولكنه لم يعلم بأنه قد اعتنق الغيبيات الماركسية من حتمية مادية، وصراع طبقي، وجدلية ديالكتيكية!!، بل هو يعلم أنه قد اعتنق الوثنيات الجاهلية البائدة مثل "عشتار" و"تموز" و"فينيق" وغيرها!!.

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ} (٤).

ومن رمزيات البياتي التي ينفي فيها الغيبيات ويرسخ المادية الجسدية قوله:

(بوابة الأبد


(١) الآية ٤٤ من سورة الفرقان.
(٢) مجلة الناقد، العدد ١٨: ص ٦٩، ديسمبر ١٩٨٩ م/ ١٤١٠ هـ، والمقال لشفيق مقار.
(٣) تجربتي الشعرية: ص ٢٧.
(٤) الآية ٢٥٧ من سورة البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>