للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن خلال التتبع لمضامين شعر السياب نجد أنه قد اغترف من وحول أساتذته الإنجليز وقلدهم في استخدام الأساطير والعبث بالمصطلحات الشرعية، وليس التأليه لغير اللَّه تعالى إلّا واحدًا من هذه الضلالات التي لم ينعتق شعره منها، ولعله هو أول من سن هذه السنن السيئة في الشعر العربي الحديث، فقد جاء المعجبون والشاكون والرافضون، والثائرون على الدين والأمة والتاريخ ووجدوا في الأرضية التي هيأها السياب والبياتي ونازك والجيل التالي لهم مثل صلاح عبد الصبور وجبرا وأدونيس وجدوا فيها الميدان الرحب لمنازلة الدين الإسلاميّ ومحاربته.

وحتى لا يكون الكلام مجرد دعوى فإنه لابد من إيراد شواهد على استخفافه بلفظ الألوهية ومضمونها، ونسبته الألوهية لغير اللَّه تعالى:

فمن ذلك قوله متأثرًا بالفكر اليونانيّ الجاهليّ الوثنيّ:

(هو لن يعود

أو ما علمت بأنه أسرته آلهة البحار) (١).

وقصيدته التي بعنوان "مرثية الآلهة" (٢) مليئة بهذه المعاني والأسماء والرموز الوثنية المؤلهة من دون اللَّه، ونحو ذلك قوله:

(وجاء عصر سار فيه الإله

عريان، يدمي، كي يروي الحياة

واليوم ولي محفل الآلهة) (٣).

ويتحدث عن عشتار الوثن المعبود المرتجى عند الفينيقيين والبابليين،


(١) ديوان السياب: ص ٢٢٩.
(٢) المصدر السابق: ص ٣٤٩ - ٣٥٤.
(٣) المصدر السابق: ص ٣٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>