للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما نازك الملائكة فقد فعلت فعل السياب ولكن من غير إغراق ولا مبالغة، بيد أن المضامين الاعتقادية للرموز الوثنية واضحة في شعرها، ومن ذلك قصيدتها بعنوان "صلاة إلى بلاوتس إله الذهب" (١) وقصيدتها الأخرى بعنوان "صلاة الأشباح" (٢) تتحدث فيه عن بوذا والمعبد البوذي والبراهمة، وتخاطب بوذا، وتصفه بإجلال واحترام (٣).

أمّا الشيوعي العراقي وأحد ناقلي ومروجي الحداثة في بلاد العرب "عبد الوهاب البياتي" فإنه مثل السياب في إغراقه ومبالغته وإكثاره من ذكر الآلهة الوثنية مع الإيمان بها وإجلالها ونسبة الإحياء والعبث والنهضة والتقدم إليها، مع نسبة كثير من الأعمال الإرادية إليها، فهي عنده تقول وتسير وتبكي وتندم وتضحك، وغير ذلك من الأوصاف التي التقطها مع ما التقط من انحرافات وضلالات الغرب.

وسوف أوردها هنا نَماذج من أقوال الوثنية، يقول تحت عنوان العودة من بابل:

(بابل تحت قدم الزمان

تنتظر البعث، فيا عشتار

قومي، املئ الجرار. . .) (٤).

وفي مقطع بعنوان "قصائد حب إلى عشتار" خطاب وثني وتمنيات وثنية وتمجيد وتقديس لعشتار إله الخصب عند الفينيقيين، وجعل الأنثى


(١) ديوان نازك الملائكة ١/ ٣٢٦.
(٢) المصدر السابق ٢/ ٣٨٩ - ٣٩٧.
(٣) انظر: أمثلة على الرموز وأسماء الآلهة الوثنية في شعر نازك في ديوانها ١/ ٣٣٣ ذكرت الأولمب، وفي ١/ ٣٣٥، ٣٣٨، ميداس، وفي ١/ ٣٥٠ أغنية تاييس، وذكرت في الجزء الثاني من أوله إلى: ص ١٩٧ مجموعة من أسماء الآلهة والرموز الوثنية ثم شرحت وترجمت لهذه الآلهة في ١٩٧ - ١٩٩ وهي ديانا ونارسيس، وأبولو، ولا برنث وهيا واثا.
(٤) ديوان البياتي ٢/ ٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>