للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٢٧٩ - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ قَالَ: كُنْتُ أَقْعُدُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَكَانَ يُجْلِسُنِي مَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ، فَقَالَ لِي: أَقِمْ عِنْدِي حَتَّى أَجْعَلَ لَكَ سَهْمًا مِنْ مَالِي. قَالَ: فَأَقَمْتُ مَعَهُ شَهْرَيْنِ، فَقَالَتْ لِي امْرَأَةٌ: سَلْهُ لِي عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ. قَالَ: وَكَانَتْ عَلَيَّ يَمِينٌ أَنْ لَا أَسْأَلَهُ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ، فَسَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ، فَنَهَاهُمْ عَنْهُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ، إِنِّي أَنْتَبِذُ فِي جَرَّةٍ لِي خَضْرَاءَ، فَأَشْرَبُ نَبِيذًا حُلْوًا، يَتَقَرْقَرُ مِنْهُ بَطْنِي. قَالَ: لَا تَشْرَبْهُ، وَإِنْ كَانَ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ. قَالَ: فَقُلْتُ: إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ يَشْرَبُونَ نَبِيذًا شَدِيدًا؟ قَالَ: اكْسِرْهُ بِالْمَاءِ إِذَا أَحْسَسْتَ شِدَّتَهُ. ثُمَّ قَالَ: إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ لَمَّا أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنِ الْقَوْمُ، أَوْ مَنِ الْوَفْدُ» ؟ قَالُوا: رَبِيعَةُ. قَالَ: «مَرْحَبًا بِالْقَوْمِ أَوِ الْوَفْدِ غَيْرَ خَزَايَا، وَلَا نَدَامَى» . فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَأْتِيَكَ إِلَّا فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ، وَبَيْنَنَا وَبَيْنَكَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ كُفَّارِ مُضَرَ " فَمُرْنَا بِأَمْرٍ فَصْلٍ، نُخْبِرُ بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا، وَنَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ. قَالَ: وَسَأَلُوهُ عَنِ الْأَشْرِبَةِ، فَأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعَةٍ، وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعَةٍ: أَمَرَهُمْ بِالْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَحْدَهُ، قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ عَزَّ وَجَلَّ؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ ⦗١٩٥⦘، وَصِيَامُ رَمَضَانَ، وَأَنْ تُعْطُوا مِنَ الْمَغْنَمِ الْخُمُسَ» . وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعَةٍ: عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالنَّقِيرِ وَرُبَّمَا قَالَ: الْمُقَيَّرِ وَالْمُزَفَّتِ، وَقَالَ: «احْفَظُوهُنَّ، وَأَخْبِرُوا بِهِنَّ مَنْ وَرَاءَكُمْ»

<<  <   >  >>